مسرحية : الحطاب و الشجرة
صفحة 1 من اصل 1
مسرحية : الحطاب و الشجرة
[center]
الحطاب: ما أجمل هذه الشجرة الخضراء في وسط هذه الغابة؟ سأقطعها وأحولها إلى حطب للتدفئة في هذا الفصل الشتوي القارس.
ابن الحطاب: لا يا أبي؟ لا يا أبي؟ أرجوك ألا تقطعها؟ أتوسل إليك ألا تفعل بها ذلك؟ إنها بريئة يا أبي لم تقترف أي ذنب لكي تعدمها بهذه الطريقة القاسية؟
الحطاب: اسكت يا بني؟ إن الشجرة جماد لايحس، وخلقت بأغصانها وفروعها لتنفع الإنسان، يحتطبها المرء لتكون وقودا أو مصدرا للعيش. وكفاك من العواطف الزائدة التي تلقيتها في مدرستك الفارغة تجاه الشجرة البائسة؟
ابن الحطاب: وماذا ستفعل يا أبي الآن بهذه الشجرة المسكينة الطيبة؟
الحطاب: سترى الآن يا بني ما أنا فاعل بها؟
( يأخذ الحطاب الفأس ثم يبدأ في ضرب شجرة عبارة عن جذع على شكل إنسان لها فم وعينان ويدان ضربا متواصلا).
الحطابيضرب الشجرة بالفأس): طراخ !طراخ! طراخ! طراخ!
الشجرة: (تئن الشجرة من شدة الضرب): آي!آي ! آي! آي! من يفعل بي هذا الألم الموجع؟ من يضربني بهذا الفأس الحاد على جسمي المنهوك هذا؟
ابن الحطاب: ارحمها يا أبي! ارحمها بالله عليك! لاتكن قاسيا! ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء! اسمع إلى بكائها وأنينها! إنها تعاني من جروحها! يا لقسوتك يا أبي! يا لقسوتك يا أبي !
الشجرة: آه! آه! آه! آه! ما أشد آلامي من شدة ضربات الفأس الدامية على رأسي وجذوعي وأغصاني! ارحمني ياهذا! ولاتكن قاسي القلب!
الحطاب: اسكتي أيتها اللعينة ولا تنبسي ببنت شفة! أنت هنا لخدمة أغراضي الرخيصة التائهة في هذه الغابة الفيحاء! فأنا سيدك الذي يجب عليك أن تستسلمي له وإلا تعرضت للضرب والحرق!
الحطابيواصل الحطاب ضرباته الموجعة بالفأس): طراخ!طراخ!طراخ!
الحكيم: ( يظهر حكيم القرية فجأة، وهو يتوكأ على العصا ولحيته بيضاء لكثرة تجاربه في الحياة): ماذا تفعل يا أيها الإنسان القاسي! ألا تحس بهذه الشجرة الخضراء! إنها تحس مثلما يحس أي إنسان وتتألم مثلنا وتفرح كما يفرح الكثير من الناس!
الحطاب: أهلا بك يا حكيم القرية! إني أحطب هذه الشجرة الحمقاء التي لا جدوى منها في هذه الحياة لأجعلها حطبا له قيمة كبرى ينفعني وينفع أهل البلد.
الحكيم: يبدو أن ابنك المتعلم من خلال حواركما أكثر منك حكمة ورزانة! إن لهذه الشجرة أيها الجاهل المغرور فوائد كثيرة لايمكن أن يستغني عنها أي إنسان فوق هذا الكوكب البشري.
الحطاب: وأية فوائد للشجرة ماعدا حطبها يا حكيم القرية الفاضل؟ أفدنا بذلك ونورنا بما أعطاك الله من حكمة سديدة!
الحكيم: اسمع ياهذا! إن الشجرة هي الرئة الحقيقية للحياة في الكرة الأرضية! إنها تحافظ على التوازن البيئي لكوكبنا الأخضر! وهي الأمل والتفاؤل للبشرية التي لاتهتم سوى بالتوسع العمراني وترجيح كفة الإسمنت على حساب البيئة والمجال الخضر. وفي المستقبل، ستنهار حياتنا إذا فرطنا في كل شجرة وشبر أخضر، ولن نجد ما سنأكله وما نستنشقه، وسيفنى الإنسان وسينقرض كما انقرضت الديناصورات العملاقة التي لم تجد ماتقتاته من أعشاب كافية!
ابن الحطاب: وتمنح هذه الشجرة يا أبي كذلك للإنسان أكسجين العيش والبقاء كما حدثنا بذلك أستاذنا، ولايمكن أن نحافظ على وجودنا في هذه البسيطة بدون هذه الشجرة، وإلا تحولنا إلى كائنات إسمنتية بلا روح ولا قلب كما قال شيخنا الحكيم!
الحكيم: أحسنت يا بني! إن فوائد الشجرة كثيرة لاتعد ولا تحصى! لذلك علينا أن نحافظ عليها لأنها ثروتنا الباقية، وأن نحميها من التلوث والإتلاف والتبذير والقلع والتحطيب!
الحطاب: سامحني يا أيها الحكيم الجليل! ويا ولدي العزيز، يافلذة كبدي! لقد قررت ألا اقطع الأشجار وألا أحطبها أبدا، وسأبحث عن مورد للعيش دون أن اضر ببيئتي أو أدمر شجرة الحياة وإكسير البقاء!
ابن الحطاب: ما رأيك يا أبي أن نزرع كل يوم شتائل وأشجارا خضراء لنعوض ما تم قطعه واحتطابه، ثم نثري الغابة بأشجار أخرى جديدة حتى تصبح غابة كثيفة وأنيقة في سربالها الأخضر يقصدها أهل البادية والمدينة للاستجمام واستنشاق الهواء العليل؟
الحطاب: فكرة جيدة ورائعة يا بني، تستحق التنفيذ الآن وبكل سرعة. ولكن قبل ذلك سأعتذر لأختي، تلك الشجرة الجريحة الطيبة والكريمة في أعماقها.
الحطاب: سامحني أيتها الشجرة الخضراء الكريمة! لقد آذيتك بفأسي وآلمتك كثيرا. وإني أحلف بالله : أن أكون فداك وأحميك من كل اعتداء وتلوث! وسأحميك بكل نفس ونفيس! ومن الآن فصاعدا جعلتك أختا لي لا يمكن أن أتخلى عنك!
الشجرة: لقد سامحتك أيها الحطاب الطيب، وأثني كذلك ثناء جزيلا على ابنك الوفي المتعلم الذي أحبني حبا جما! وأشكرك كثيرا على إحساسك الصادق أيها الحطاب! وكم أتمنى أن نبقى أوفياء للطبيعة وأشجارها الخضراء، وأن نجعل شعارنا الدائم: " ليحيا البقاء بطبيعة النماء!"
يذيل هذا النص المسرحي بنشيد يردده الأطفال جميعا:
أحبوا الشجيره....!
صغـــــاري صغار كبــــــــاري كبار
أحبـــــــوا الورود بحمـــر الخــدود
أحبوا العيـــــــون وكل الغصـــــون
فهــــــاتي الفروع فنــــــــون البديــع
تعالـــــــــوا نغرد تعــــالوا نـــــردد
نشيــــــــد الطيور ولحــــــن الهــدير
نجاري الريــــاح وشمــس الصبـــاح
نحاكي الخــــرير وشعــــــر الغـــدير
نناجي الشمـــوس بطيــــــب النفـــوس
صغــــــار السلام أحبــــــوا الحمــام
صغار الســــــلام أحبــوا الحمــــــام
صغار الســــــلام أحـــــــبوا اليمــام
أحبوا الشجيـــــره أحبــــوا الشجيـــره
ليحيا النمـــــــــــاء بخضر البـــهـــــاء
وغصن الجــــــمال وحســن الخيـــــال
صغاري صــــــغار أحبــــوا البحـــــــار
وأحيوا القفــــــــــار بخصــب الثمــــــار
وقولـــــــــــــــوا جميعا
ليحيــا الســـــــــــــــلام
نشيـــــــــــــــد الوئـــام
أحبـــوا الشجـــــــــــيره
ومــــــاء البحيـــــــــــره
أحبــــــوا الشجـــــــــيره
ومـــــاء البحــــــــــــيره
الحطاب: ما أجمل هذه الشجرة الخضراء في وسط هذه الغابة؟ سأقطعها وأحولها إلى حطب للتدفئة في هذا الفصل الشتوي القارس.
ابن الحطاب: لا يا أبي؟ لا يا أبي؟ أرجوك ألا تقطعها؟ أتوسل إليك ألا تفعل بها ذلك؟ إنها بريئة يا أبي لم تقترف أي ذنب لكي تعدمها بهذه الطريقة القاسية؟
الحطاب: اسكت يا بني؟ إن الشجرة جماد لايحس، وخلقت بأغصانها وفروعها لتنفع الإنسان، يحتطبها المرء لتكون وقودا أو مصدرا للعيش. وكفاك من العواطف الزائدة التي تلقيتها في مدرستك الفارغة تجاه الشجرة البائسة؟
ابن الحطاب: وماذا ستفعل يا أبي الآن بهذه الشجرة المسكينة الطيبة؟
الحطاب: سترى الآن يا بني ما أنا فاعل بها؟
( يأخذ الحطاب الفأس ثم يبدأ في ضرب شجرة عبارة عن جذع على شكل إنسان لها فم وعينان ويدان ضربا متواصلا).
الحطابيضرب الشجرة بالفأس): طراخ !طراخ! طراخ! طراخ!
الشجرة: (تئن الشجرة من شدة الضرب): آي!آي ! آي! آي! من يفعل بي هذا الألم الموجع؟ من يضربني بهذا الفأس الحاد على جسمي المنهوك هذا؟
ابن الحطاب: ارحمها يا أبي! ارحمها بالله عليك! لاتكن قاسيا! ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء! اسمع إلى بكائها وأنينها! إنها تعاني من جروحها! يا لقسوتك يا أبي! يا لقسوتك يا أبي !
الشجرة: آه! آه! آه! آه! ما أشد آلامي من شدة ضربات الفأس الدامية على رأسي وجذوعي وأغصاني! ارحمني ياهذا! ولاتكن قاسي القلب!
الحطاب: اسكتي أيتها اللعينة ولا تنبسي ببنت شفة! أنت هنا لخدمة أغراضي الرخيصة التائهة في هذه الغابة الفيحاء! فأنا سيدك الذي يجب عليك أن تستسلمي له وإلا تعرضت للضرب والحرق!
الحطابيواصل الحطاب ضرباته الموجعة بالفأس): طراخ!طراخ!طراخ!
الحكيم: ( يظهر حكيم القرية فجأة، وهو يتوكأ على العصا ولحيته بيضاء لكثرة تجاربه في الحياة): ماذا تفعل يا أيها الإنسان القاسي! ألا تحس بهذه الشجرة الخضراء! إنها تحس مثلما يحس أي إنسان وتتألم مثلنا وتفرح كما يفرح الكثير من الناس!
الحطاب: أهلا بك يا حكيم القرية! إني أحطب هذه الشجرة الحمقاء التي لا جدوى منها في هذه الحياة لأجعلها حطبا له قيمة كبرى ينفعني وينفع أهل البلد.
الحكيم: يبدو أن ابنك المتعلم من خلال حواركما أكثر منك حكمة ورزانة! إن لهذه الشجرة أيها الجاهل المغرور فوائد كثيرة لايمكن أن يستغني عنها أي إنسان فوق هذا الكوكب البشري.
الحطاب: وأية فوائد للشجرة ماعدا حطبها يا حكيم القرية الفاضل؟ أفدنا بذلك ونورنا بما أعطاك الله من حكمة سديدة!
الحكيم: اسمع ياهذا! إن الشجرة هي الرئة الحقيقية للحياة في الكرة الأرضية! إنها تحافظ على التوازن البيئي لكوكبنا الأخضر! وهي الأمل والتفاؤل للبشرية التي لاتهتم سوى بالتوسع العمراني وترجيح كفة الإسمنت على حساب البيئة والمجال الخضر. وفي المستقبل، ستنهار حياتنا إذا فرطنا في كل شجرة وشبر أخضر، ولن نجد ما سنأكله وما نستنشقه، وسيفنى الإنسان وسينقرض كما انقرضت الديناصورات العملاقة التي لم تجد ماتقتاته من أعشاب كافية!
ابن الحطاب: وتمنح هذه الشجرة يا أبي كذلك للإنسان أكسجين العيش والبقاء كما حدثنا بذلك أستاذنا، ولايمكن أن نحافظ على وجودنا في هذه البسيطة بدون هذه الشجرة، وإلا تحولنا إلى كائنات إسمنتية بلا روح ولا قلب كما قال شيخنا الحكيم!
الحكيم: أحسنت يا بني! إن فوائد الشجرة كثيرة لاتعد ولا تحصى! لذلك علينا أن نحافظ عليها لأنها ثروتنا الباقية، وأن نحميها من التلوث والإتلاف والتبذير والقلع والتحطيب!
الحطاب: سامحني يا أيها الحكيم الجليل! ويا ولدي العزيز، يافلذة كبدي! لقد قررت ألا اقطع الأشجار وألا أحطبها أبدا، وسأبحث عن مورد للعيش دون أن اضر ببيئتي أو أدمر شجرة الحياة وإكسير البقاء!
ابن الحطاب: ما رأيك يا أبي أن نزرع كل يوم شتائل وأشجارا خضراء لنعوض ما تم قطعه واحتطابه، ثم نثري الغابة بأشجار أخرى جديدة حتى تصبح غابة كثيفة وأنيقة في سربالها الأخضر يقصدها أهل البادية والمدينة للاستجمام واستنشاق الهواء العليل؟
الحطاب: فكرة جيدة ورائعة يا بني، تستحق التنفيذ الآن وبكل سرعة. ولكن قبل ذلك سأعتذر لأختي، تلك الشجرة الجريحة الطيبة والكريمة في أعماقها.
الحطاب: سامحني أيتها الشجرة الخضراء الكريمة! لقد آذيتك بفأسي وآلمتك كثيرا. وإني أحلف بالله : أن أكون فداك وأحميك من كل اعتداء وتلوث! وسأحميك بكل نفس ونفيس! ومن الآن فصاعدا جعلتك أختا لي لا يمكن أن أتخلى عنك!
الشجرة: لقد سامحتك أيها الحطاب الطيب، وأثني كذلك ثناء جزيلا على ابنك الوفي المتعلم الذي أحبني حبا جما! وأشكرك كثيرا على إحساسك الصادق أيها الحطاب! وكم أتمنى أن نبقى أوفياء للطبيعة وأشجارها الخضراء، وأن نجعل شعارنا الدائم: " ليحيا البقاء بطبيعة النماء!"
يذيل هذا النص المسرحي بنشيد يردده الأطفال جميعا:
أحبوا الشجيره....!
صغـــــاري صغار كبــــــــاري كبار
أحبـــــــوا الورود بحمـــر الخــدود
أحبوا العيـــــــون وكل الغصـــــون
فهــــــاتي الفروع فنــــــــون البديــع
تعالـــــــــوا نغرد تعــــالوا نـــــردد
نشيــــــــد الطيور ولحــــــن الهــدير
نجاري الريــــاح وشمــس الصبـــاح
نحاكي الخــــرير وشعــــــر الغـــدير
نناجي الشمـــوس بطيــــــب النفـــوس
صغــــــار السلام أحبــــــوا الحمــام
صغار الســــــلام أحبــوا الحمــــــام
صغار الســــــلام أحـــــــبوا اليمــام
أحبوا الشجيـــــره أحبــــوا الشجيـــره
ليحيا النمـــــــــــاء بخضر البـــهـــــاء
وغصن الجــــــمال وحســن الخيـــــال
صغاري صــــــغار أحبــــوا البحـــــــار
وأحيوا القفــــــــــار بخصــب الثمــــــار
وقولـــــــــــــــوا جميعا
ليحيــا الســـــــــــــــلام
نشيـــــــــــــــد الوئـــام
أحبـــوا الشجـــــــــــيره
ومــــــاء البحيـــــــــــره
أحبــــــوا الشجـــــــــيره
ومـــــاء البحــــــــــــيره
rachid azrou- عضو مميز
- عدد المساهمات : 23
نقاط : 10236
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
مواضيع مماثلة
» مسرحية حول فلسطين
» مسرحية أوهام الغابة
» مسرحية التمرة و الكاكاو
» مسرحية : محاكمة إنسان
» عصابة التوت - مسرحية للأطفال
» مسرحية أوهام الغابة
» مسرحية التمرة و الكاكاو
» مسرحية : محاكمة إنسان
» عصابة التوت - مسرحية للأطفال
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى