بستان الطفولة
لتستفيد من جميع خدمات المنتدى يجب عليك أخي الزائر التسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بستان الطفولة
لتستفيد من جميع خدمات المنتدى يجب عليك أخي الزائر التسجيل
بستان الطفولة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شجرة البرتقال

اذهب الى الأسفل

شجرة البرتقال Empty شجرة البرتقال

مُساهمة  elhadoui314 الجمعة ديسمبر 31, 2010 6:44 pm

المشهد الأول


المنظر :- الخلفية ستارة سوداء .. شجرة برتقال بدون ثمار .. وحيدة فى منتصف المسرح تقريبا .. نشاهد ظلال قافلة فى رحلة طويلة .. موسيقى مناسبة .. يرددون بشكل متقطع غير موحد وغير مفهوم قصيدة جودت فخر الدين { اللوز يمشى وحيدًا } وهى

تجيء الرياح فنفتح أبوابنا
نتدبر شوقا جديدا .. إذا ما تضرج أفق جديد .
ونعشق فى قسوة
نتشكل فى الليل سهدا وضيئا
فليست لتقوى على النوم أعيننا
ليجيء كل صبٍ .. وكل شهيد إلى وقتنا
نتعثر من فرط ما نتولّه
لكننا لا ننوء
نقيم على الوجد حينا
وحينا نهاجر ..
نرسم أشكالنا فى الفيافى ..
نقين تخوما .. ونمحو تخوما ...
نبعثر أشلاءنا فى سكون العواصم
كنا إذا ما ارتحلنا .. نقول لأشجارنا الحانيات ..
قف يا شواهد .. لا ترحلى .. انتظرى عودة النازحين ..
ونعبر ..
أقدامنا نزوة الماء
نضرب حيث المدى قاحل ..
والجهات محابية .. يترقرق منها صدى كاذب
يضحك الرمل ..
تبكى خطانا على الرمل ..
تبقى خطانا على الرمل ...

(( يتخلل ذلك صوت المرأة وهى تبحث عن ولدها صلاح .. يضاء المسرح ))
المرأة :- (( لا تزال تبحث )) ولدى .. صلاح .. أين أنت ياولدى .. لمن تركتنى ياولدى .. (( تبكى وتولول وهى تردد )) ياولدآ .. لمن تركتنى ياولدى ؟..
أبونضال :- (( يدخل )) أم صلاح !!.. ما بك ؟.. لماذا هذا البكاء ؟..
المرأة :- ولدى .. ولدى .. لمن تركتنى ياولدى ؟..
أبونضال :- لا تقولى مثل هذا الكلام ياأم صلاح .. نحن أهلك ..
المرأة :- لقد رحل صلاح ياأبا نضال ..
أبونضال :- غير معقول !!..
المرأة :- ولد عاق .. رحل تاركا أرضه لعدوّه ..
أبونضال :- لا يمكن .. صلاح لم يرحل .. أنا على يقين من ذلك ..
المرأة :- لقد رحل كما رحل الكثيرون ..
أبونضال :- لقد رحل الكثيرون تاركين أرضهم .. لكن صلاح ليس منهم .. صلاح سيعود ..
نعم سيعود ..
المرأة :- هرب الجميع خوفا من الوحش .. تركوا الأرض والزرع .. تركوا شجر البرتقال أبونضال :- جبناء .. لكن صلاح ليس منهم .. لقد ذهب ليعود .. أقسم على ذلك ..
المرأة :- ليته يعود .. عد ياصلاح .. أمك فى انتظارك .. عد ياولدى .. أعرف أنّك لست
جبانا وأن الوحش لا يخيفك ..
أبونضال :- كلنا فى انتظارك .. عد ياصلاح .. عد لتخلصنا من الوحش ..
المرأة :- ولكنه لن يستطيع بمفرده ..
أبونضال :- سيعود وبقية الفتيان معه .. نعم .. إنّهم أبناء هذه الأرض .. وهى لا تنجب إلا
الأبطال ..
المرأة :- صدقت ياأبا نضال ..
أبونضال :- لقد استشهد ولدى دفاعا عن هذه الأرض .. ولن يذهب دمه هدرًا ..
المرأة :- عد ياصلاح .. من أجل أمك عد .. من أجل من تشردوا .. (( فى هذه الأثناء
تدخل أغنية فيروز .. من أجل من دافع واستشهد ..... تخرج ))
أبونضال :- ياقدس .. ياقدس يامدينة الصلاة .. أصلى .. عيوننا أليك ترحل كل يوم ..
ترحل كل يوم .. نرحل ونرحل .. نطوى الزمن والمسافات .. تعب الرحيل وما تعبنا .. ولكن هل فى العمر بقية لنرحل رحيل العودة ؟!!.. لا أدرى .. هل تقتل الأمانى طموحنا ؟!.. أم أن طموحنا هو الذى يفعل ذلك ؟!..
(( يدخل رجل مع زوجته وولديه .. يحمل على ظهره عدة السفر ))
أبونضال :- أبا طلال ؟!!.. ماهذا ؟!..
أبوطلال :- كما ترى ياأبا نضال ..
أبونضال :- الرحيل على ما أظن ..
أبوطلال :- لم يبق لنا مكان فى هذه القرية ..
أبونضال :- أنت من يقول ذلك !!..
أبوطلال :- الوحش .. الوحش قادم ..
أبونضال :- الوحش وهم صنعناه بأنفسنا ..
أبوطلال :- لقد استولى على القرية المجاورة .. بعد أن قتل اهلها ..
أبونضال :- لأنهم هربوا .. ولأننا لم نقف معهم ..
أبوطلال :- لقد قتل الوحش كل من وقف فى طريقه ..
أبونضال :- صدقت .. لكننا لو وقفنا فى وجهه جميعا .. لانتصرنا عليه ..
أبوطلال :- لقد رحل الجميع خوفا من الوحش .. وعليك أن ترحل أيضا ..
أبونضال :- لا .. لن أرحل .. سأبقى فى أرضى ولن أرحل ..
أبوطلال :- سيقتلك الوحش ..
أبونضال :- خير لى أن أموت فى أرضى وأنا أقاتل الوحش من أن يقتلنى البرد والخوف فى
أرض الغربة ..
أبوطلال :- لن تكون فى أرض غريبة .. سنرحل إلى القرية المجاورة .. هناك أهلنا أيضا أبونضال :- وسترحلون بعدها إلى قرية أخرى .. لأن الوحش لن يتوقف عند هذا الحد ..
أبوطلال :- لكل حادث حديث ..
أبونضال :- إبق ياأبا طلال .. تعال نواجه الوحش جميعا ..
أبوطلال :- لا أستطيع .. أطفالى يموتون من الخوف ..
أبونضال :- ترضعون أطفالكم الخوف .. واحسرتاه على شعب يهرب من الموت .. أضاع
العرض والأرض ..
أبوطلال :- وداعًا ياأبا نضال .. (( يعانقه ))
أبونضال :- بل .. إلى لقاء .. (( تدخل المرأة وهى تنتحب وتندب ))
المرأة :- عد ياصلاح .. أمك فى انتظارك .. (( للرجل )) أنت راحل أيضا ياأبا طلال ؟!..
أبوطلال :- أجل ياأم صلاح .. تعالى معنا .. الوحش قادم ..
المرأة :- لن أغادر القرية .. سأنتظر صلاح ..
أبوطلال :- لقد رحل مع الآخرين ..
المرأة :- لكنه سيعود .. أليس كذلك ياأبا نضال ؟!..
أبونضال :- بلى ياأم صلاح .. ابنك سيعود .. نعم سيعود ..
المرأة :- إذا قابلته .. قل له أمك تنتظرك .. عد ياصلاح .. عد ياصلاح (( تخرج ))
أبوطلال :- إلى لقاء قريب إن شاء الله ..
أبونضال :- فى رعاية الله ..
المرأة :- (( من الخارج )) عد ياصلاح .. عد ياولدى ..
اظلام

المشهد الثانى


المنظر :- المسرح كما فى السابق .. يضاء المسرح على الدرويش وهو يلف ويدور حول الشجرة حاملا فى يـده مبخرة
الدرويش:- أيتها الشجرة المباركة .. بخورى سيحفظك من كل حسود .. يارب .. يارب ..
احفظ شجرتى من الوحش .. قولوا آمين (( للجمهور )) .. يارب .. يارب .. أنا
غاضب منكِ .. لماذا ؟!.. .. لأنك لم تعطنى برتقالة .. نعم .. أنت بخيلة .. أنا لا
أحبك .. يارب .. يارب .. لا تحفظ شجرتى من الوحش .. قولوا آمين ..
(( للجمهور )) .
أبونضال :- (( يدخل )) .. درويش ؟!.. ماذا تفعل عندك ؟..
الدرويش:- أبخّر الشجرة .. أحفظها من الوحش ..
أبونضال :- البخور لن يحميها ..
الدرويش :- لقد صارت بخيلة .. لم تعطنى برتقالة ..
أبونضال :- (( يضحك )) لأننا لسنا فى موسم البرتقال ..
الدرويش :- لكننى أريد برتقالة .. أنا أحب البرتقال ..
أبونضال :- البرتقال فى فصل الشتاء .. فصل المطر والبرد ..
الدرويش :- أنا أحب الشتاء ..
أبونضال :- لكل شجرة برتقال موسم محدد .. منها ما تعطينا ثمارها فى فصل الربيع ..
وأخرى فى فصل الصيف .. وثالثة فى فصل الخريف .. والبرتقال فى فصل
الشتاء ..
الدرويش :- أريد برتقالة كبيرة .. كبيرة جـدًا ..
أبونضال :- شجرة البرتقال بحاجة إلى رعاية .. تحتاج إلى من يسقيها ويعتنى بها .. حتى
تعطينا برتقالا كبيرا وكثيرا ..
الدرويش :- لهذا أراك كل صباح تقوم بسقيها بالماء ..
أبونضال :- أجل .. شجرة البرتقال بحاجة إلى ماء كثير .. لكننى أصبحت كبيرا فى السن لا
أستطيع بذل مجهود كبير .. كما أن المطر قليل السقوط .. والماء أصبح نادر
الوجود ..
الدرويش :- وأنا أبخرها كل يوم ..
أبونضال :- البخور لن يفيدها .. سوف تقتلعها الرياح إذا لم تضرب بجذورها فى الأرض ..
الدرويش :- وماذا نفعل إذا ما اقتلعتها الرياح .. سأحزن عليها .. ياشجرتى الحبيبة ..
اكبرى وامتدى حتى لا تقتلعك الريح ..
أبونضال :- إذا ما اقتلعتها الريح .. لن يعود لنا مكان هنا .. سوف نرحل بعيدًا وإلى الأبد .
الدرويش :- أنا أحب هذا المكان .. ولا أريد أن أفارقه (( يدور حول الشجرة )) لا تهبى
ياريح .. لا تهبى .. حتى تبقى شجرتنا المباركة فى مكانها صامدة .. يارب
.. يارب .. احفظ شجرتى من الريح .. قولوا آمين .. (( للجمهور ))
أبونضال :- آمين .. لكن الدعاء وحده لن يفيد .. علينا بالعمل ..
الدرويش :- لقد رحل الجميع .. هربوا خوفا من الوحش ..
أبونضال :- سيعودون .. حتما سيعودون ..
الدرويش :- متى .. متى يعودون ..
أبونضال :- عندما يعرفون أن الوحش قد رحل معهم .. موجود بينهم .. لأنّه من صنع
خيالهم ..
الدرويش :- أنا لن أرحل .. أنا أحب هذه الشجرة ..
أبونضال :- أنت ايضا تعرف معنى الحب يادرويش ..
الدرويش :- ماذا نفعل حتى نمنع الريح من اقتلاع الشجرة ؟!..
أبونضال :- لابد من إقامة سدود فى وجه الريح ..
الدرويش :- أنا سأغنى لمن يقيم سـدًا فى وجه الريح .. يارب .. يارب .. (( يخرج ))
أبونضال :- السـد بحاجة إلى سواعـد تبنيه .. انتظر يادرويش .. انتظر ..
اظلام


المشهد الثالث


المنظر :- نفس المنظر السابق مع ملاحظة وجود بعض الثمار على الشجرة .. أبو نضال
يقوم ببعض الأعمال الزراعية .ز يدخل التاجر ويقترب منه
التاجر :- أنت هنا ياأبانضال ؟!.. لم أترك مكانا إلاّ وبحثت فيه عنك ..
أبونضال:- كالمعتاد .. جاء موسمكم أيها التجار .. نعم ماذا تريد ؟!..
التاجر :- أرجو أن أجـد لديك برتقالا هذا الموسم .. فالمحصول قليل هذه الأيام ..
أبونضال:- ترك الجميع القرية .. فلم يجد الشجر من يعتنى به ..
التاجر :- لذا جئت كى اشترى منك المحصول ..
أبونضال:- ليس لـدى برتقال للبيع هذا العام ..
التاجر :- الشجرة مليئة بالبرتقال ..
أبونضال:- ليس للبيع ..
التاجر :- ليس للبيع !!.. سأعطيك المبلغ الذى تطلبه ..
أبونضال:- قلت لك .. البرتقال ليس للبيع ..
التاجر :- حكاية كل عام .. أنت دائما هكذا ياأبانضال .. كل موسم تكرر لى نفس الحكاية
.. (( يضحك )) فهمت قصدك .. حـدد المبلغ الذى تريد .. سأدفع الكثير ..
أبونضال:- كلمة وقلتها .. برتقالى ليس للبيع ..
التاجر :- ماذا ستفعل به .. هل هناك من سيدفع أكثؤ ؟!..
أبونضال:- أنت لا تفهم يارجل .. قلت لن أبيع .. سأعلقه زينة ..
التاجر :- زينة .. لا ينفع أن يبقى معلقا للزينة .. صدقنى .. سيفيد على شجرته ..
أبونضال:- البرتقال ليس لى وحدى .. لهل القرية نصيب منه .. ولن أبيعه لأحد ..
التاجر :- (( يضحك )) أهل القرية ؟!.. لقد رحلوا خوفا من الوحش ..
أبونضال:- سيعودون ..
التاجر :- لن يعودوا مادام الوحش هنا ..
أبونضال:- (( بغضب )) الوحش .. الوحش .. الوحش وهـمٌ سيطر على الجميع ..
التاجر :- وهـم ؟!.. إنّه حقيقة .. لقد قتل الكثيرين .. وابنك واحد منهم ..
أبونضال:- ابنى لم يقتله الوحش .. وسأعرف من قتله يومًا ..
التاجر :- (( لنفسه )) اللعنة .. سيفسد علىّ خططى .. لابد من عمل شىء .. سأجعل من
الوحش حقيقة .. حتى أرهب هذا العجوز ..
أبونضال:- ماذا قلت ؟!..
التاجر :- لا شىء .. (( يدور حول الشجرة محدثا نفسه )) لهذه الشجرة برتقال كبير ..
لابد من الحصول عليه بأية طريقة ..
أبونضال:- أعجبك البرتقال ؟!!..
التاجر :- جـدًا .. ما أجمل حبات البرتقال .. وهى تستحم فى أشعة الشمس .. ياالله ..
على لونها الذهبى الجميل ..
أبونضال:- (( يمد له واحدة )) خـذ .. هذه هـدية لك ..
التاجر :- شكرًا لك .. قل لى .. أين الحارس ؟!..
أبونضال:- الحارس ؟!!.. أىّ حارس ؟!!..
التاجر :- حارس الشجرة .. ألا تخاف عليها من السرقة ؟..
أبونضال:- أحرسها بنفسى ..
التاجر :- يعجبنى إخلاصك .. أنت رجل يعتمد على نفسه فى كل شىء
أبونضال:- من أراد المحافظة على ما يملك .. عليه أن يحرسه بنفسه ..
التاجر :- صـدقت ..
(( تمر المرأة من المسرح وهى تبحث عن ابنها كعادتها ))
المرأة :- عـد ياصلاح .. عـد ياولدى .. أمك فى انتظارك ..
التاجر :- (( لنفسه )) امرأة جميلة !!..
أبونضال:- نعم ؟!!..
التاجر :- من هذه المرأة ؟!.. ولماذا هي هكذا ؟!.. عن أىّ شىء تبحث ؟!..
أبونضال:- تبحث عن ولدها ..
التاجر :- ولدها ؟!!..
أبونضال:- ولدها صلاح .. رحل منذ زمن .. وهى تبحث عنه ليل نهار ..
التاجر :- لعل الوحش قد ابتلعه ..
أبونضال:- (( يضحك )) الوحش !!..
التاجر :- لا تضحك .. يبدو أنك لا تصدق أنّ هناك وحش يقتل الجميع ..
أبونضال:- نعم .. نعم .. ثم ماذا ؟!!..
التاجر :- إنّه كالخيال .. لا تراه العين .. ما هي إلا لحظات حتى يقفز عليك ويخنقك ..
أبونضال:- خـذ حذرك منه قد يقفز عليك أنت أيضا .. مع السلامة (( يخرج ))
التاجر :- اللعنة .. سيفسد هذا العجوز كل شىء .. لابد من القضاء عليه .. نعم .. لابد أن
يموت .
المرأة :- (( تدخل )) أما رأيت ابنى ؟!.. أما رأيت صلاح ؟!..
التاجر :- صلاح ؟!!..
المرأة :- نعم .. هل رأيته ؟!.. أنا قلقة عليه ..
التاجر :- لا تخشي شيئا .. ستجدينه .. نعم ستجدينه قريبا ..
المرأة :- لقد رحل مع الآخرين ..
التاجر :- رحل !!.. لا تخافى سيعود ..
المرأة :- متى ؟!!.. متى سيعود ؟!!..
التاجر :- قريبًا جـدًا ..
المرأة :- أنت رجل طيب .. هل تعرف مكانه ؟!..
التاجر :- نعم .. أعرفه ..
المرأة :- خـذنى إليه .. أرجوك ..
التاجر :- حسنا .. انتظرينى هذا المساء .. هناك عند مدخل القرية ..
المرأة :- انتظرنى ياولدى .. أنا قادمة إليك .. (( تخرج ))
التاجر :- (( يضحك )) عصفورين بحجر واحد .. (( يخرج .. يلتتقى بالدرويش فى يده
مبخرة )) ماهذا الدخان .. إنّك تلوّث البيئة .. ابتعد .. ابتعد أيها الأحمق ..
(( يدفعه .. ويخرج ))
الدرويش :- (( يدور حول الشجرة )) خـذى حـذرك ياشجرتى المباركة .. الوحش ..
الوحش قادم .. يارب .. يارب .. احفظ شجرتى من الوحش ..

اظــلام


المشهد الرابع

المنظر :- كما فى السابق .. لكن الوقت ليل .. يدخل أبو نضال حاملا مصباحا يدويا فى يده { فنار } وفى يده الأخرى يحمل عصا .. يقوم بحراسة المكان .. يدخل التاجر ملثما ويختفى خلف الشجرة ..
أبونضال:- من هناك ؟!.. من هناك ؟!.. (( يقترب من الشجرة )) من هناك ؟!.. اعتقد
بأننى قد سمعت حركة ما .. ألا من أحد ؟!.. لعلنى صدقت قصة الوحش أنا
أيضا .. (( صمت )) .. أغلق من بقى من الناس عليهم الأبواب خوفا من هذا
الوحش .. وأنا وحدى أحرس منذ أيام .. ولكن لا أحد (( يسمع حركة )) من
هناك ؟!.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لقد تعبت من المشى .. سأرتاح
قليلا .. (( يجلس قرب الشجرة .. يقترب منه التاجر ويضربه على رأسه
فيسقط مغشيا عليه .. يسرق البرتقال .. ثم يخرج مسرعا .. يدخل
الدرويش .. ))
الدرويش :- يارب .. يارب .. احرس شجرتى من الوحش .. الوحش .. أنا أخاف الوحش
.. عمى أبانضال .. أين أنت ؟!.. (( يكرر النداء أكثر من مرة .. ثم يقترب
من مكان سقوط أبونضال .. يصرخ )) عمى أبانضال .. عمى أبانضال ..
ماذا حدث لك ؟!.. الوحش .. إنّه الوحش .. مات .. مات عمى أبونضال ..
الوحش قتل عمى أبونضال .. (( يهرب ))
أبونضال:- (( ينادى عليه )) درويش .. درويش .. تعال هنا .. أنا حى ..
الدرويش:- (( خائف )) ياإلهى .. الوحش ..
أبونضال:- لا تخف يادرويش .. أنا حى .. لكننى مصاب ..
الدرويش:- عمى أبانضال .. أنت حى .. الحمد لله .. من فعل بك هذا ؟!..
أبونضال:- لا أدرى ياولدى .. لا أدرى ..
الدرويش :- الوحش .. نعم .. إنه الوحش .. من يفعلها سواه .. (( يساعده على النهوض
.. فى هذه الأثناء يسمع صراخ المرأة من الخارج ))
المرأة :- ابتعد .. ابتعد أيها الوحش .. ابتعد أيها القذر ..
الدرويش :- (( خائف )) الوحش .. الوحش ..
المرأة :- أين أنت ياولدى .. أين أنت ياصلاح .. ابتعد .. ابتعد أيها الوحش القذر ..
الدرويش :- عمى أبانضال .. الوحش .. أنا أخاف الوحش ..
(( تدخل المرأة مسرعة ))
المرأة :- النجدة .. النجدة .. الوحش يلاحقنى .. أين أنت ياصلاح ؟.. أين أنت ياولدى ؟.
أبونضال:- تعالى .. تعالى هنا .. لا تخافى ابنتى .. أنا معك ..
المرأة :- رحل صلاح .. رحل صلاح وتركنى وحـيدة ..
الدرويش:- (( يدور حول الشجرة )) الوحش .. الوحش قادم .. الوحش سرق البرتقال ..
أبونضال:- آه .. آه .. الأرض تدور .. ياإلهى .. الأرض تدور .. (( يسقط على الأرض ))
الدرويش:- عمى أبا نضال ..
المرأة :- رحل صلاح .. رحل صلاح ..

إظـــــلام


المشهد الخامس


المنظر :- كما فى السابق .. مع ملاحظة عدم وجود برتقال على الشجرة .. وموت بعض الأغصان .. الدرويش يجلس وحيدا بالقرب من الشجرة .
الدرويش:- مسكينة .. مسكينة ياشجرتى المباركة .. الموت يدب فى أغصانك .. أنا حزين
جـدًا .. أين أنت باعمى أبانضال .. الشجرة تموت .. يارب .. يارب احفظ
شجرتى من الموت ..
الرجل :- (( يدخل حاملا عدّة السفر )) درويش ؟!!.. ماذا تفعل عندك ؟!..
الدرويش:- الشجرة تموت .. الشجرة تموت .ز لابد من عمل شىء
الرجل :- لا فائدة .. لقد يبست أغصانها وانتهى الأمر ..
الدرويش:- نسقيها بالماء ..
الرجل :- الماء !!.. أين الماء ؟!..
الدرويش:- الماء فى البئر ..
الرجل :- البئر يحتله الوحش .. ولا أحد يمكنه الإقتراب من هناك ..
الدرويش:- عمى أبونضال يستطيع ..
الرجل :- هيه .. مسكين أبو نضال .. لم يصدق أن هناك وحش فى القرية يقتل الجميع ..
حتى صار ما صار ..
الدرويش:- الوحش .. أنا أخاف الوحش ..
الرجل :- كلنا نخاف الوحش .. لابد أن نرحل من هنا ..
الدرويش:- ونترك الشجرة وحيدة !!..
الرجل :- قلت لك لا فائدة .. بقائنا لن يفيدها ..
الدرويش:- لن أرحل من هنا .. سأبقى بجانب الشجرة .. أنا وعمى أبونضال .. مسكين
عمى أبونضال .. لم يعد يوقى على المشى .. ولا على الكلام ..
الرجل :- كانت ضربة قاتلة .. لكنّ الله سلّم .. هيا يادرويش .. سنرحل ونأخذ معنا
أبانضال ..
الدرويش:- قلت لك لن أرحل .. سأبقى هنا .. لن أترك الشجرة وحيدة ..
الرجل :- ألا تخاف الوحش ؟!..
الدرويش:- الوحش !!... أخافه .. لكننى أحب هذه الشجرة .. والموت أهون علىّ من
فراقها ..
الرجل :- أنت وشأنك .. أنا راحل .. مع السلامة ..
الدرويش:- لا ترحل .. ابق معنا ..
الرجل :- لا أستطيع .. لابد من الرحيل .. مع السلامة ..
الدرويش:- مع السلامة .. (( يقترب من الشجرة )) .. لا تموتى .. لا تموتى ياشجرتى
المباركة .. لا تموتى .. أنا أحبك .. وأحب برتقالك .. عطشانة .. أليس كذلك ؟
.. سأجلب لك الماء .. فقط لا تموتى .. أرجوك ..
التاجر :- (( يدخل )) ماذا تفعل عندك ياأحمق ؟!..
الدرويش:- الشجرة تموت ..
التاجر :- وما شأنك بها ؟!..
الدرويش:- أنا أحب هذه الشجرة ..
التاجر :- (( يضحك )) تحبها ؟!!..
الدرويش:- نعم .. أرجوك .. افعل شيئا من أجلها ..
التاجر :- حسنا .. عمك أبو نضال يسأل عنك .. اذهب إليه ..
الدرويش:- عمى أبو نضال .. أنا أحب عمى أبا نضال .. (( يخرج ))
التاجر :- الأحمق (( يضحك )) .. وأخيرًا صار كل شىء ملكى .. أنا السيد هنا .. أنا
صاحب هذه الشجرة .. مسكين أبو نضال .. لقد نصحته .. قلت له إنّ الوحش
حقيقة .. لكنه لم يصدقنى .. لم يأخذ بنصيحتى .. والآن جاء دورك أيتها
الشجرة .. ستموتين ببطء .. سأمنع عنك الماء إلى أن تموتى .. سأقضى عليك
وإلى الأبد ..
(( يسمع صوت المرأة من الخارج ))
المرأة :- صلاح .. أين أنت ياولدى ؟!.. الوحش قادم .. الوحش قادم ..
التاجر :- إنّها فرصتى ..
المرأة :- (( تدخل )) الوحش .. الوحش فى كل مكان .. تكررها .. تشاهد التاجر .ز
فتظهر عليها علامات الخوف ))
التاجر :- تعالى .. لا تخافى .. لا تخافى .. اقتربى .. اقتربى ..
المرأة :- ابتعد أيها الوحش القذر .. ابتعد أيها المجرم ..
التاجر (( يضحك .. يقترب منها أكثؤ )) لا تخافى .. تعالى .. سآخذك إلى حيث ابنك صلاح
.. هيا .. تعالى معى ..
المرأة :- ابتعد .. ابتعد أيها الوحش القذر ..
التاجر :- (( يحاصرها بالقرب من الشجرة )) لن تفلتى هذه المرّة .. وقعتى فى الفخ .. ((
يحاول الإمساك بها ))
المرأة :- النجدة .. النجدة ..
(( يدخل أبو نضال متكئا على الدرويش .. نلاحظ أنه لا يقوى على المشى إلا
بصعوبة .. كما أنه أخرس لا يستطيع الكلام ))
التاجر :- وقعتى فى الفخ .ز سأقضى عليك .ز
المرأة :- النجدة .. النجدة .. أين أنت ياصلاح الدين .. (( تتجه إلى الجمهور ))
مجموعة أطفال :- (( ذكورا وإناثا من الصالة )) لبيك ياامّاه ..
المرأة :- صلاح الدين .. (( تنتقل فى أرجاء المسرح .. والتاجر واقف فى مكانه دون حراك ))
الطفل 1 :- لبيك ياأمّاه ..
المرأة :- صلاح الدين ..
الطفل 2 :- لبيك ياأمّاه ..
المرأة :- صلاح الدين ..
الطفل 3 :- لبيك ياأمّاه ..
المرأة :- صلاح الدين ..
الطفل 4 :- لبيك ياأمّاه ..
المرأة :- صلاح الدين ..
الطفل 5 :- لبيك ياأمّاه ..
المرأة :- صلاح الدين ..
الطفل 6 :- لبيك ياأماه ..
(( تنزل المرأة إلى صالة المسرح .. يتحلق الأولاد حولها .. تضمهم إلى صدرها .. وتتجه معهم إلى حيث يقف التاجر .. حيث يحاصرونه فيسقط أرضا .. نلاحظ أن أبا نضال بدأ يمشى ويتكلم .. ينضم هو والدرويش إلى مجموعة الأطفال لمحاصرة التاجر .. كل هذا مع دخول أغنية النهاية والتي يغنيها الجميع

elhadoui314
عضو مميز
عضو مميز

عدد المساهمات : 18
نقاط : 9800
تاريخ التسجيل : 20/12/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى